ايليا ابوماضي
صفحة 1 من اصل 1
ايليا ابوماضي
قال السماء كئيبة وتجهما
نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
قال السماء كئيبة ! وتجهما | قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما ! |
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم | لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !! |
قال: التي كانت سمائي في الهوى | صارت لنفسي في الغرام جــهنما |
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها | قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما ! |
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها | لقضيت عــــمرك كــله متألما |
قال: الــتجارة في صراع هائل | مثل المسافر كاد يقتله الـــظما |
أو غادة مسلولة محــتاجة | لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما ! |
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها | وشفائها, فإذا ابتسمت فربما |
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في | وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟ |
قال: العدى حولي علت صيحاتهم | أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟ |
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم | لو لم تكن منهم أجل و أعظما ! |
قال: المواسم قد بدت أعلامها | و تعرضت لي في الملابس و الدمى |
و علي للأحباب فرض لازم | لكن كفي ليس تملك درهما |
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل | حيا, و لست من الأحبة معدما! |
قال: الليالي جرعتني علقما | قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما |
فلعل غيرك إن رآك مرنما | طرح الكآبة جانبا و ترنما |
أتُراك تغنم بالتبرم درهما | أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ |
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن | تتثلما, و الوجه أن يتحطما |
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى | متلاطم, و لذا نحب الأنجما ! |
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا | يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما |
قلت ابتسم مادام بينك و الردى | شبر, فإنك بعد لن تتبسما |
كن بلسا
كن بلسما
ايليا ابوماضي
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما | وحلاوة إن صار غيرك علقما |
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها | لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما .. |
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا | أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟ |
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟ | أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟ |
عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ | بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما |
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما | إني وجدتُ الحبَّ علما قيما |
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ، | عاشتْ مذممةً وعاش مذمما |
فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم | إن شئت تسعد في الحياة وتنعما |
*** | |
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا | لولا الشعور الناس كانوا كالدمى |
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا | وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما |
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ | والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما |
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ | بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما |
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها | زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما |
لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ | لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما |
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه | ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما |
لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ | المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما |
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم | مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى |
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه | وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما |
*** | |
يا من أتانا بالسلام مبشراً | هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى |
وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ | علامةُ، ولقد وجدتك مثلما |
لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى | سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما |
وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ | هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما |
وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ | وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما |
وإذا وقفتَ على المنابر أوشكتْ | أخشابها للزهوِ أن تتكلما |
إن كنت قد أخطاكَ سربال الغِنَى | عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما |
وأحبّ حتى من أحب هلاكه | وأعان حتى من أساء وأجرما |
نام الرعاة عن الخراف ولم تنمْ | فإليك نشكو الهاجعين النوّما |
عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونه | وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما |
كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا | فتألمت من قبلُ أن تتألما! |
زعموا الإله أعدّها لعذابنا | حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما |
ما كان من أمر الورى أن يرحموا | أعداءهم إلا أرقّ وأرحما |
ليست جهنم غير فكرةِ تاجرٍ | ألله لم يخلق لنا إلا السما |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى